قبل عرض «ممالك النار».. «طومان باي» السلطان الوحيد الذي شُنق على باب زويلة
ساعات قليلة تفصل المشاهد المصري والعربي، عن عرض أولى حلقات المسلسل
التاريخي "ممالك النار" الذي يجسد بطولته الفنان خالد النبوي، ويعرض في
العاشرة مساءً اليوم، عبر قناة "أم بي سي 2 مصر".
بعدما نشر الفنان خالد النبوى اللقطات الأولى من برومو مسلسله الجديد ممالك
النار ، وتصدرت كلمة طومان باى محركات البحث فى جوجل وأيضًا السوشيال
ميديا.
برومو ممالك النار إعجاب الجمهور، وتشوقوا لمشاهدة المسلسل المقرر عرضه فى 17 من نوفمبر الجارى.
يستعرض مسلسل ممالك النار قصة آخر سلاطين المماليك الأشرف طومان باى،
ويناقش موضوع الصراع العثمانى المملوكى، وأثره فى تغيير منطقة الشرق
الأوسط، من خلال توثيق الحِقبة الأخيرة من دولة المماليك وسقوطها على يد
العثمانيين فى بداية القرن السادس عشر، ويكاشف مسلسل ممالك النار عن العديد من الحقائق حول هذه الحقبة.
خلال السطور التالية نستعرض قصة السلطان الأشرف طومان باي، الذي حكم مصر ثلاثة أشهر و14 يومًا، وشنق على باب زويلة ليكون السلطان الوحيد الذي حكم مصر ولقي هذا المصير.
على مدار 267 سنة، من عام 1250م إلى عام 1517، كانت مصر تحت حكم الدولة
المملوكية، وتعرضت الشام لهجوم من العثمانيين، واضطر السلطان قنصوة الغوري؛
حاكم مصر في ذلك الوقت، أن يخرج للشام لمقاتلتهم، وقرر أن ييكون على رأس
الجيش ومحاربة سليم الأول في الشام
يحكي المسلسل قصة "الأشرف طومان باي" آخر
سلاطين المماليك، الذي هزم أمام جيش السلطان العثماني سليم الأول في مصر
عام 1517 في معركة الريدانية، بعدما تعرض لخيانات متتالية على أيدي أمرائه
وكان طومان باي، مملوكًا في البداية، وظل يرتقي في المناصب حتى توفي ابن السلطان، بدأ "عمه" قنصوة الغوري التعامل مع طومان باي كخليفة له، خاصة مع خروجه على رأس الجيش".
توفي السلطان قنصوه الغوري، في موقعة مرج دابق عام 1516، ورفض "طومان باي" أن يكون حاكمًا على مصر، خوفًا من أن يقع في شباك المؤمرات، ولكن مع تمسك حلفاؤه به، قرر المواقفة تحت ضغط
تمر اليوم ذكرى، تولى طومان باى، حكم مصر، فى الـ 11 من أكتوبر 1516، خلفًا للسلطان قنصوه الغوري الذي قتل في معركة مرج دابق.
يقول ابن إياس عن فترة حكم طومان باي "إنه كان شابا حسن الشكل سنه نحو 44
سنة، وكان شجاعا بطلا تصدى لقتال العثمانيين وثبت وقت الحرب وحده بنفسه،
وفتك في عسكر ابن عثمان وقتل منهم ما لا يحصى، وكسرهم ثلاث مرات في نفر
قليل من عسكره، ووقع منه في الحرب أمور ما لا تقع من الأبطال. وكان لما
سافر عمه السلطان الغوري جعله نائب الغيبة عنه إلى أن يحضر من حلب، فساس
الناس في غيبة السلطان أحسن سياسة، وكانت الناس عنه راضية في مدة غيبة
السلطان، وكانت القاهرة في تلك الأيام في غاية الأمن من المناسر والحريق
وغير ذلك… وكان ملكا حليما قليل الأذى كثير الخير، وكانت مدة سلطنته
بالديار المصرية ثلاثة أشهر وأربعة عشر يوما”.
وطومان باى آخر سلاطين المماليك الجراكسة فى مصر، وبوفاته انتهت دولة
المماليك على يد العثمانيين بعدما استمرت قرابة 267 سنة، من عام 1250م إلى
عام 1517.
تمتع طومان باي بمكانة خاصة في نفوس المصريين بالرغم من أن فترة حكمه لم
تزد على ثلاثة أشهر و14 يوما فقط! حتى أن المصريين انضموا لصفوف جنوده في
مواجهة العثمانيين عند دخولهم للقاهرة وظلوا يحاربون إلى جانبه حتى يأسوا
وأينقوا بالهزيمة.
كان طومان باي يمت بصلة قرابة إلى السلطان قنصوة الغوري، وظل يترقى في
المناصب حتى توفي ابن السلطان، فبدأ قنصوة الغوري يتعامل مع طومان باي
كخليفة له، وعندما اقتربت جيوش العثمانيين وباتت تهدد حكم المماليك في مصر
والشام عام 1517، قرر السلطان الغوري الخروج بنفسه على رأس الجيوش لملاقاة
سليم الأول في الشام، واختار طومان باي ليكون “نائب الغيبة” في مصر إلى أن
يرجع إلى القاهرة.
وعندما انهزم الغوري وقتل تحت سنابك الخيل في موقعة مرج دابق، وقع اختيار
الأمراء على طومان باي ليتولى السلطنة فامتنع في البداية ولم يوافق إلا
بعدما اشترط على الأمراء وحلفهم على المصحف ألا يغدرو به ولا يثيرون فتنا
وأن ينتهوا عن مظالم المسلمين قاطبة.
وبعد عدة محاولات سعى فيها طومان باي لحماية القاهرة في مواجهة الجنود
العثمانيين، ومنعهم من دخولها، هزم في النهاية وتخلى عنه الجميع، فهرب وترك
القاهرة، ويقول ابن إياس في كتابه “بدائع الزهور في وقائع الدهور” أن جنود
سليم الأول أمعنوا في قتل المصريين في الشوارع كما تعمدوا إحراق مسجد
شيخون والمنازل المحيطة به باعتباره رمزا لمقاومة طومان باي حيث كان يجتمع
فيه مع جنوده وقواده، وانتشرت الجثث في شوارع القاهرة من مصريين ومن أتراك
وجنود وأمراء كانوا موالين لطومان باي ويقول ابن إياس “ولم تقاس أهل مصر
شدة مثل هذه قط”.
رغم استباب الأمر لسليم الأول، إلا أن عنفه المفرط هو وجنوده مع المصريين
وحالات الاضطرابات التي استمرت عدة أيام، دفعت لانتشار الشائعات حول عودة
طومان باي، كان الناس يأملون أن يعود وينقذهم من هذا الجحيم، فحينا يقال
أنه في الإسكندرية وحينا يقال أنه جمع جيشا في الصعيد، إلى أن ظهر طومان
باي بالفعل مع مجموعة من الجنود في الجيزة، فتوجه إليه سليم الأول بجيوشه
واستطاع هزيمته للمرة الأخيرة.
يقول ابن إياس "فلما تحقق أنه يشنق وقف على أقدامه على باب زويلة، وقال
للناس الذين حوله: اقروا لي سورة الفاتحة ثلاث مرات. فبسط يده وقرأ سورة
الفاتحة ثلاث مرات وقرأت الناس معه، ثم قال للمشاعلي: اعمل شغلك. فلما
وضعوا الخية في رقبته ورفعوا الحبل انقطع به فسقط على عتبة باب زويلة، وقيل
انقطع به الحبل مرتين وهو يقع إلى الأرض، ثم شنقوه وهو مكشوف الرأس".
ويضيف: “فلما شنق وطلعت روحه؛ صرخت عليه الناس صرخة عظيمة وكثر عليه الحزن
والأسف… وأقام ثلاثة أيام وهو معلق على الباب حتى جافت رائحته، وفي اليوم
الثالث أنزلوه وأحضروا له تابوتا ووضعوه فيه، وتوجهوا به إلى مدرسة السلطان
الغوري عمه، فغسلوه وكفنوه وصلوا عليه هناك، ودفنوه في الحوش الذي خلف
المدرسة، ومضت أخباره كأنه لم يكن”
Post a Comment